قصص واقعية حقيقية مؤثرة جدا

عند قراءة قصص واقعية حقيقية مؤثرة جدا نكتسب الكثير من الخبرة في الحياة من خلال تجارب الناس الذين كانوا قبلنا وعاشوا تجارب حقيقيّة يمكن لأيّ شخص منّا أن يتعرض لها، فهناك الكثير من القصص التي تناقلها الناس على ألسنتهم وكتبوها على أوراق الكتب لتصبح قصصًا محفوظة في التاريخ نستخدمها لأخذ العبرة ونضرب بها الأمثال. وفي هذا المقال من موقع المرجع سوف يتم سرد مجموعة قصص واقعية حقيقية من التاريخ.

قصص واقعية حقيقية مؤثرة جدا

تعدّ القصص أحد أنواع الفنون الأدبية المستخدمة في كتابة مجموعة من الأحداث المتدرجة من التمهيد مرورًا بالعقدة وحتى حلّها في الخاتمة، ومن مواقف الناس الحقيقية التي تمّ تناقلها كتبت الكثير من القصص المعبّرة التي تحمل بين طيّاتها حكمًا ومواعظ. وفيما يأتي سوف يتم سرد قصص واقعية حقيقية مؤثرة جدا:

قصة الإمام أبي حنيفة والمال الضائع

من القصص التي تروى أن رجلًا جاء في ذات ليلة إلى الإمام أبي حنيفة، فقال: يا إمام! منذ وقت طويل دفنت مالاً في مكان معيّن، إلا أنني قد نسيت ذلك المكان، أريد أن تساعدني لأجد حلًا لهذه المشكلة؟ فردّ الإمام: هذا ليس من عمل الفقيه؛ لأجد لك حلاً لمشكلتك. ثم فكر للحظة وقال: اذهب، فصل إلى أن يطلع عليك الصبح، ستذكر المكان الذي خبأت به المال إن شاء الله تعالى. ذهب الرجل فعلًا وبدأ بالصلاة، وبعد وقت قصير، تذكر الرجل المكان الذي خبأ فيه المال خلال صلاته، فأسرع إليه وأخرجه. وفي صباح اليوم التالي جاء إلى الإمام أبي حنيفة، وأخبره عن نبأ عثوره على المال، وقام بشكره، ثم قال: كيف عرفت أني سوف أذكر مكان المال؟! فردّ الإمام: لأن الشيطان لن يتركك تصلي، بل إنه سوف يشغلك بتذكيرك بمكان المال عن أداء الصلاة.

قصة حقيقية حدثت في الرياض

هذه القصة من القصص التي رويت في إحدى أسواق الرياض. قال أحد الصالحين: كنت أسير في سيارتي نحو السوق، فإذا بي أرى شابًّا يعاكس فتاة، فترددتُ وقلت في نفسي: هل أنصحه؟ ثم قررت أن أنصحه، وعندما نزلت من سيارتي هربت الفتاة وخاف الشاب؛ فقد توقعا أني رجل من الهيئة، فقمت بالتسلَّيم على الشاب، وقلت له: لست من الهيئة، ولا حتى من الشرطة، لكنني أخٌ أريد لك الخير، من خلال نصحك. فجلسنا معًا وصرت أذكره بالله سبحانه وتعالى؛ فذرفت عينيه، وتفرَّقنا بعدها، وأخذت رقم هاتفه، وأخذ هو أيضًا  رقم هاتفي.

وبعد أسبوعين وأنا أفتش في جيبي وجدت رقم هاتف الشاب، فقلت في نفسي: أتصل به، وكنت وقتها في الصباح، فاتَّصلت بالشاب وقلت له: السلام عليكم، هل عرفتني يا فلان؟ ردّ: وكيف لا أعرف هذا الصوت الذي قال لي كلمات الهداية، وأبصرتُ من خلاله طريق الحق المنير؟! وتواعدنا على اللقاء بعد العصر، لكن قدّر الله -تعالى- أن يأتيني ضيوف وقتها مما اضطرني أن أتأخر على صاحبي ساعةً تقريبًا، وتردَّدت هل عليّ أن أذهب له مع هذا التأخير أم لا؟ فقلت: أفضل أن أفي بوعدي ولو ذهبت متأخرًا. وعندما طرقت باب منزل الشاب فتح والده.

قلت له: السلام عليكم.
ردّ: وعليكم السلام.
قلت: هل فلان موجود؟
أخذ والد الشاب ينظر إليَّ،
عدت وقلت: هل فلان موجود؟
نظر إليَّ باستغراب أكثر.
قال: هذا تراب قبره يا بني، فنحن قد دفناه منذ قليل.
قلت: لكنّه كلمني في الصباح يا والد.
قال: نعم لقد صلى الظهر، وبعدها جلس في المسجد قليلًا ليقرأ القرآن، وعاد للبيت، ونام قيلولته، وعندما أردنا أن نوقظه ليتناول الغداء، فإذا بروحه فاضت إلى الله تعالى. لقد كان ولدي مم يجاهرون في فعل المعصية؛ إلا أنه قبل أسبوعين تغيَّر بشكل كبير وتحولت حاله، وأصبح يوقظنا بنفسه على صلاة الفجر، مع أنه كان يرفض الصلاة، ويجاهر في فعل المعصية في عقر الدار، لكنّ الله -تعالى- منّ عليه بالهداية في آخر أيامه. ثم قال الوالد: أنت متى عرفت ولدي يا بني؟
قلت: منذ أسبوعين.
فقال: هل أنت من نصح ولدي؟
قلت: نعم.
قال: أريد أقبِّل رأس من أنقذ ولدي من النار!

 قصص اطفال قبل النوم مكتوبة بالعامية

قصص واقعية حقيقية عن الحب

روي لما من قصص المحبين العاشقين عبر التاريخ الكثير، منها قصص قيس مجنون ليلى، وعنترة بن شداد، وقيس لبنى، وجميل بثينة وغيرهم ممن ورد عن عشقهم قصصًا عرفتها العرب وتناقلوها عبر التاريخ. وفيما يأتي سوف يتم سرد قصص واقعية حقيقية عن الحب:

قصة جميل بثينة

ينتمي جميل إلى قبيلة بني عذرة الذين ينسب إليهم الحب العذري، وهو نوع من الحب يسكن العاشق فيسيطر خيال محبوبته على قلبه، فتحتل تفكيره في الليل والنهار، فيمتنع عن الطعام إلى أن يصل لدرجة من الهزال تفضي به أحيانًا إلى الموت. وقد رأى جميل بثينة بينما كان يرعى إبل أهله، فأقبلت بثينة بابل ترد بهم الماء، فأدى ذلك إلى نفور إبل جميل مما دفعه لسبّ بثينة، فلم تسكت بل ردت عليه وسبتة هي أيضًا. لكنّه لم يغضب منها وبدلًا من ذلك أعجب بها، بل تطور هذا الإعجاب لحب، فوجد هذا الأمر صداه عندها، أيّ أنها أحبته هي الأخرى، وصار يلتقي بها سرًا. وكانا كلّما التقيا زاد شوقهما لبعضهما، فيكرران اللقاء مرارًا وتكرارًا حتى وصل الخبر إلى أهل بثينة.

رفض أهل بثينة علاقتها بجميل وصاروا يتوعدونه بالانتقام، كما أنهم سارعوا بتزويج بثينة من فتى من القبيلة مما زاد النار اشتعالًا. إلا أن جميلًا لم يستسلم، وراح يتحدى أهل بثينة، ويهددهم منشدًا:

ولو أن الفا دون بثينة كلهم *** غيارى وكل حارب مزمع قتلى
لحاولتها إما نهارا مجاهرا وإما *** سرى ليل ولو قطعت رجلى

لم يتأثر حب جميل لبثينة بتزويج أهلها لها، فحاول أن يلتقيها سرًا من دون علم زوجها، فعلم الزوج باستمرار لقاءاتهما السرية، فذهب إلى أهل بثينة وشكاها عندهم، فتوقفت لقاءات جميل وبثينة، إلا أنها عادت مرّة أخرى أشد مما كانت عليه! وبالنسبة إلى بثينة كانت ترى أن أهلها أرغموها على الزواج برجل لا ترغب به، وكانت هذه اللقاءات ردة فعل على ذلك لأنها كانت ترى أن عليهم أن يتحملوا فعلتهم بها. وكان والد جميل دائمًا ما يحذره من بثينة، وينصحه بأن يبتعد عنها ويقول: “يا بني إلى متى سوف تبقى في ضلالك لا تأنف من أن تتعلق بذات بعل يخلو بها وأنت عنها بمعزل، ثم تقوم إليك فتغرك بخداعها وتريك الصفاء والمودة وهي مضمرة لبعلها ما تضمره الحرة لمن ملكها، فيكون قولها لك تعليلًا وغرورًا، فإذا انصرفت عنك عادت إلى بعلها على حالتها المبذولة”.

وقد نصح أهل جميل إياه بالابتعاد عن امرأة متزوجة، حتى أنهم هددوه بأنهم سوف يتبرءون منه، إلا أنه لم يستطع أن يبرأ من حب لبثينة. ويحكى أن هناك رجلًا احتال على جميل حتى ينسى حبه لبثينة فقام بتزيين سبع بنات، فصرن يتصدين لجمبل متبرجات وهنّ يحاولن أن يتقرّبن منه، إلا أنه فطن للحيلة، وابتعد عن الفتيات جميعهنّ، وراح ينشد:

أيا ريح الشـمال أما تريني *** أهيم وأنني بادي النحول
هبي لي نسمة من ريح بثن *** مني بالهبوب إلى جميل
وقولى يابثينة حسب نفس *** قليلك أو أقل من القليل

وكما ورد في بعض الروايات أن أهل بثينة كانوا قد شكوا أمر جميل للخليفة فأهدر دمه، فسمع جميل بأمر الخليفة بإهدار دمه، ففر لليمن ومكث فيها فترة، ثم عاد فوجد أن بثينة وأهلها قد رحلوا للشام، فلم يثنيه رحيلهم عن عزيمته، فرحل خلفهم، وهناك عاد والتقى بثينة عدة مرات، لكنّه في النهاية أصابه اليأس فشدّ رحاله لمصر، وظلّ بها يبكي حبه، وينشد أشعاره التي روى فيها حنينًا إلى أيامه مع بثينة حتى مات في مصر.

قصة قيس وليلى

تعتبر قصة حب قيس لليلى من أكثر قصص الحب شهرة في التاريخ، فقد كانت تجمع بين ليلى وقيس صلة قرابة، حيث لإن ليلى كانت ابنة عمّه، وقد ترعرعا معًا في وقت صغرهما، فكانا يرعيان المواشي في أيام الصبا، ويلعبان معًا، وكان ذلك جليّاً في قصائده وأشعاره التي قال فيها: “تعلَقت ليلى وهي ذات تمائم، ولم يبد للأتراب من ثديها حجم *** صغيران نرعى البهم يا ليت أننا، إلى اليوم لم نكبر، ولم تكبر البهم”.

وبعد أن كبرت ليلى ابتعدت عنه وفقًا للعادات، فاشتد حبّ قيس لها، فقد كان يذكّر أيّام الصغر، ويتغزّل بليلى في أشعاره التي بقيت خالدة حتى وقتنا هذا، فتقدم قيس إلى عمّه حتى يطلب يد ابنته ليلى، بعد أن جمع لها مهرًا كبيرًا قدره خمسون ناقة حمراء، إلا أنّ أهل ليلى رفضوا تزويجها لقيس وهناك مجموعة من الروايات لسبب هذا الرفض منها أن العرب لم تكن تزوج اثنين عرف عنهما بالحب قبل الزواج، وخاصة أنه قد تغزّل في ليلى في شعره؛ فكانوا يرون أنّ تزويج الشخص الذي أعلن عن حبّه لابنتهم هو عار ومنقصة، وفي رواية أخرى أن السبب في ذلك كان مشاكل ماديّة تتعلق في الإرث والأموال، وكان هذا الخلاف عائلي بين عمه وأبيه. وقد تقدّم لطلب ليلى في ذلك الوقت رجل ليخطبها اسمه ورد بن محمد العُقيلي من ثقيف، وكان قد أعطاها مهرًا قدره عشرًا من الإبل مع راعيها، فوافق والدها على الزواج، وزوّج ابنته رغمًا عنها.

ثمّ رحلت ليلى مع زوجها إلى لطائف، وعلى الرغم من ذلك ظلّ قيس يذكرها ويعاني من الوجد وألم الفراق، حتى أنه ابتعد عن الناس، وعاش في الصحراء وكان يطارد في البرّية يروي الأشعار هائمًا، وعلمت ليلى بحال قيس فحزنت عليه حزنًا شديدًا حتى ماتت، فلم يستطع قيس العيش بعد موت ليلى وظلّ حزينًا في البراري حتى مات. ومن القصص التي تروى أن مرأة كانت تشفق عليه فتضع له الطعام في مكان فيأتي قيس ليأخذ الطعام كلّ يوم وفي اليوم الذي لم يأخذ فيه الطعام عرفت أنه مات، فقد وجد قيس مرميًا بالقرب من أحجار بعد أن لفظ آخر أنفاسه وفارق الحياة.

 قصة قصيرة جدا بالانجليزي للمبتدئين

قصص واقعية حقيقية قديمة

في القصص القديمة نسمع عن أناس قد مرّوا بمواقف صعبة وتخطوها، وآخرون مرّوا بمواقف مضحكة حفظتها ألسن الناس وتناقلوها، ومواقف تحمل في طيّاتها الكثير من العبر والمواعظ تأثر بها الناس واستفادوا منها. وفيما يأتي سوف يتم إدراج قصص واقعية حقيقية قديمة مؤثرة وجميلة:

قصة إسلام الدكتور عبد الكريم جرمانيوس

روي عن الدكتور عبد الكريم جرمانيوس قصة اهتدائه لدين الإسلام، فقد روي أن في عصر يوم مطير، وبينما كان ما يزال في سنّ المراهقة، كان يقلّب مجلّة مصوّرة، تختلط فيها الأحداث الحقيقية مع قصص من وحي الخيال ووصف بلاد نائية؛ لم يكن يكترث لما كان يقرأ كثيرًا حتى وقعت عيناه فجأة على صورة للوحة خشبيّة محفورة كانت قد استرعت انتباهه، فقد كان في الصورة بيوت ذات أسقف مستوية تتخلّلها قباب مستديرة ترتفع إلى السماء المظلمة التي يتوسطها الهلال.  فأحس بشوق لا يقاوم لمعرفة هذا النور الذي كان يشق ظّلام اللّوحة. بدأ لدكتور عبد الكريم جرمانيوس يدرس اللّغة التركيّة، وبعدها الفارسيّة والعربيّة، وحاول أن يتمكّن من اللّغات الثلاث التي تعلّمها كي يستطيع خوض العالم الروحيّ الذي كان يراه ينشر الضوء على أرجاء البشريّة.

وفي إجازة الصيف لإحدى السنوات سافر للبوسنة – أقرب بلد شرقيّ لبلاده – وما كدي نزل في فندق حتّى سارع للخروج لكي يشاهد المسلمين كيف يعيشون حياتهم، فخرج بانطباع مختلف عمّا يُقال عن المسلمين، وكان هذا اللقاء الأول بينه وبين المسلمين. مرّت السنوات وعاش حياةً حافلة بالسفر والدراسة، وكانت تتفتّح عيونه على آفاق جديدة مدهشة. ورغم تجواله الواسع في العالم، واستمتاعه برؤية الآثار  الرائعة في آسيا الصغرى وسوريا، وتعلّمه للعديد من اللّغات وقراءاته للكثير من الصفحات في كتب العلماء الكبار، كان يشعر دائمًا أن روحه ما تزال ظمأى.

وخلال تواجده في الهند، رأى مرة في حلمه – كما يرى النائم – كأنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- محمدًا يخاطبه بصوت عطوف ويقول له: “لماذا الحيرة؟! الطريق المستقيم أمامك ممهّد كسطح الأرض. سِرْ بخُطىً ثابتة وبقوّة الإيمان”. وفي الجمعة التالية، أشهر الدكتور عبد الكريم جرمانيوس إسلامه في الجامع في دلهي على رؤوس الأشهاد.

 قصة خيالية جميلة قصيرة جدا

قصة الموضوع فيه إنّ

كان في حلَب أميرٌ ذكيٌ شجاعٌ اسمه هو علي بن مُنقِذ، وكان هذا الأمير تابعًا للملك محمود بن مرداس. وفي يوم حدثَ خلافٌ بين الملكِ والأميرِ، ففطِن الأمير إلى أنّ الملكَ سوف يقوم بقتله، فقام بالهرَبَ مِن حلَبَ إلى دمشق، فطلب الملكُ مِنْ كاتبِ له أن يكتبَ للأمير عليِّ بنِ مُنقذ رسالةً، حتى يطمئنُهُ ويستدعيه ليرجع إلى حلَب. وكانت عادة الملوك أن يوكلوا وظيفةَ الكاتبِ إلى رجلٍ يتصّف بالذكاء، لكي يُحسِنَ كتابة  الرسائلِ التي يرسلونها إلى لملوك، وأحيانًا كان يصيرُ الكاتبُ ملِكًا إن مات الملك. شعَرَ الكاتبُ أنّ ملِكَه ينوي قتل الأمير، فكتب رسالةً عاديةً جدًا، إلا أنه كتبَ في آخرها: “إنَّ شاء اللهُ تعالى”، بتشديد على حرف النون!

وعندما قرأ الأمير الرسالة التي أرسلها له الملك، تعجب من ذلك الخطأ الموجود في نهاية الرسالة، فالأمير يعرف حذاقة الكاتب وذكاءه الكبير ومهارته فلا يمكن أن يخطئ مثل هذا الخطأ، فأدرك فورًا أنّ الكاتبَ كان يُحذِّرُه من خلال هذا التشديد الموجودة على حرف النون من شيء ما! ولمْ يلبث أنْ تذكّر قول الله تعالى: “إنّ الملأَ يأتمرون بك ليقتلوك” فبعث الأمير ردًا للملك من خلال رسالة شكرُ عادية يشكر غيها أفضالَه عليه ويطمئنُه على ثقتِهِ به، وختم الرسالة بعبارة: “أنّا الخادمُ المُقِرُّ بالإنعام”. بتشديد النون ! وعندما قرأها الكاتبُ تنبه إلى أنّ الأمير في الرسالة التي أرسلها يبلغه أنه قد فطن إلى تحذيره المبطن، ويرُدّ عليه بتشديد “أنّ” ليتفطت إلى قول الله تعالى: “إنّا لن ندخلَها أبدًا ما داموا فيها”، فاطمئن إلى أنّ الأمير لن يعودَ لحلَبَ ما دام الملكِ فيها. ومنذ تلك الحادثةِ، صارَ الناس -جيلًا بعدَ جيلِ- يقولونَ عن الموضوعِ الذي يرون فيه شكٌّ أو غموض: “الموضوع فيه إنّ”. 

 ابحث عن قصه قصيره حول موضوع الاخلاق والفضائل

قصص واقعية حقيقية فيها عبرة

أن نأخذ العبرة من القصص الواقعية خير لنا من أن نعيش في حياتنا لنجابه تجاربنا وحدنا من غير أن يكون لنا معلّم ولا معين، ففي الكثير من الأحيان تكون القصص الواقعية خير معلّم للفطن إلى يسمع القصة بأذن تأخذ العبرة منها وتستلهم الصواب. وفيما يأتي سوم يتم سرد قصص واقعية حقيقية فيها عبرة مميزًا جدًا:

قصة القارب العجيب

قام أحد الملحدين الذين لا يؤمنون بالله -سبحانه وتعالى- بتحدي علماء المسلمين في بلد ما، فاختار العلماء أكثرهم ذكاءً ليناظر الملحد ويرد عليه مزاعمه، وكانوا قد حددوا لذلك موعدًا. وبالفعل تم التجهيز لهذه المناظرة، وحضر الكثير من الناس إلى الموعد المحدد وكانوا يترقبون وصول العالم، إلا أنه تأخر. فقال الملحد للحضور باستهزاء: يبدو أن عالمكم هرب وخاف، فهو يعلم أنني سوف أنتصر عليه، وأقوم بالإثبات أن هذا الكون لا إله له!

خلال كلامه جاء العالم المسلم واعتذر عن التأخر، وقال: وبينما كنت في الطريق الموصل إلى هنا واجهت نهرًا، لكنني لم أجد أي قارب يمكنني أن أعبر به النهر، فانتظرت على ضفته، وفجأة ظهر في النهر أمامي ألواح من الخشب، قامت هذه الألواح وتجمعت مع بعضها البعض بسرعة وانتظام إلى أن كونت من نفسها قاربًا، فاقترب منّي القارب، فركبته وأتيت به إليكم. فوقف الملحد وقال: يبدوا أن هذا الرجل مجنون، كيف يمكن أن تجمح ألواح الخشب وتكون من نفسها قاربًا من غير أن يقوم أحد بصنعه، وكيف يمكن أن يتحرك القارب من غير وجود من يحركه؟! فابتسم العالم، وقال له: إذًا ماذا تقول في نفسك وأنت تقول: “إن هذا الكون العظيم الكبير لم يخلقه إله؟!”

قصة شريح القاضي مع الامام علي والرجل النصراني

تنازع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- مع أحد النصرا على درع، فقاما بالاحتكام إلى شريح الذي كان يعمل قاضيًا، وعندما جلسا لدى شريح، قال الإمام علي رضي الله عنه: “يا شريح هذا الدرع درعي، لم أبع، ولم أهب”.

  • فقال شريح للنصراني: “ما تقول فيما يقول أمير المؤمنين؟”.
  • فقال النصراني: ما الدرع إلا درعي، وما أمير المؤمنين عندي بكاذب.
  • فالتفت شريح إلى سيدنا علي رضي الله عنه وقال: “يا أمير المؤمنين، هل من بينة؟”.
  • فقال عليٌّ رضي الله عنه: “ما لي بينة”، فحكم شريح القاضي بالدرع للنصراني.
  • فقال النصراني متعجِّبًا: “أمير المؤمنين قدَّمني إلى قاضيه، وقاضيه يقضي عليه!”.
  • فأسلم وقال: “أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أّنَّ محمدًا عبده ورسوله، الدرع والله درعك يا أمير المؤمنين”.

 قصة قصيرة للاطفال مشكلة بالحركات

قصص واقعية حقيقية تاريخية

حدثت في التاريخ القديم الكثير من النكت والنوادر التي كتبها العرب في كتب وحفظوها وتناقلوها لتكون خير دليل على شجاعة العرب المسلمين وكرمهم وذكائهم الحاد وقدرتهم على التمييز بين الحق والباطل. وفيما يأتي سوف يتم سرد قصص واقعية حقيقية تاريخية جميلة ومؤثرة:

سلمان الفارسي الباحث عن الحقيقة

سلمان الفارسي الباحث عن الحقيقة هو صحابي جليل ولد في منزل لوالد يعتنق المجوسية، وكان والده قد حبسه  في بيته لشدة حبه له، كان والد سلمان الفارسي يحرص دومًا على إبقاء النار مشتعلةً لأنه كان مجوسي يعبد النار، وبقي على ذلك إلى أن ذهب ذات يوم حتى يتفقّد ضيعة أبيه فرأى كنيسة، أعجب سلمان الفارسي بما كان المصلون يفعلونه فيها وبقي حتى نهاية اليوم عندهم، ولمّا عاد لوالده قام بإخباره عّما رأى وقال له أنّ الديانة النصرانية أفضل من ديانتهم المجوسية، فقام أبوه بحبسه وإيثاق قدميه بالأصفاد، لكنّ سلمان لم يستسلم أبدًا، بل بقي يبحث عن النّصارى ودينهم إلى أن علِم أنّ النصارى متّجهون نحو الشّام، فاستطاع أن يتخلّص من وثاقه، وذهب مع النصارى للشّام كي يقابل الأُسْقُف في الكنيسة.

خدم سلمان الفارسي الأسقف في الكنيسة وتعلّم منه، حتى اكتشف أنه يأخذ صدقات النّاس وينفقها على نفسه، وقام بإخبار النّاس عن ذلك الأمر بعد وفاته. بقي سلمان يتتبع الحقيقة ويبحث عن أفضل دين؛ حتى انتقل للموصل، وبعدها إلى نصيبين، ثمّ عمورية، وفي النهاية رغب في الذهاب لأرض العرب لما كان يسمعه عن رجل صالح مبعوث من الله تعالى بدين إبراهيم -عليه السّلام- وله علامات تدل على صحة نبوته، فأراد أن يتأكد من ذلك بنفسه، فأخذه تجار من كلب لكي يقوموا بإيصاله إلى أرض العرب، فقاموا ببيعه إلى رجل يهودي.

ومن أرض العرب انتقل للمدينة المنورة، وبقي هكذا إلى أن وجد سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلّم- في مسجد قباء، فقرّب للنّبي الصّدقات ورأى أنه يعطيها لمن يراه أحق بها، وتأكد من أنه خاتم النبيين والمرسلين، ورأى صدق الرسول -صلى الله عليه وسلّم- وأمانته وعلم أنه نبي مرسل من الله تعالى رحمة للعالمين فأسلم له، وقد أصبح سلمان الفارسي أحد أبطال المسلمين، وعرف في غزوة الخندق بذكائه الحاد عندما أظهر عبقريته بفكرة حفر الخندق من أجل حماية المدينة من الكفار الذين لم يتمكنوا من عبوره.

قصة وامعتصماه وفتح عمورية

صرخت امرأة مُسلمة أسيرةً عند البيزنطيين وقالت: “واه معتصماه”، وكان هذا الحدث في عام 223 هـ، وكان مُعتصماه الذي صرخت المرأة مستنجدة به هو الخليفة العباسيّ المُعتصم بالله الذي بمجرد أن سمع بصرختها واستنجادها بها حرّك الجيوش لينصرها، فنتج عن هذه الصرخة فتح عظيم لعمورية الواقعة في آسيا الصُغرى، فقد كانت عمورية آنذاك تحت سيطرة الروم البيزنطيين، وكانت هذه المرأة التي صرخت تتلقى التعذيب من قبل حاكم عمورية فقامت بالاستنجاد باسم المعتصم بالله الخليفة العباسيّ، مما دفعه إلى أن يتوجه للمنطقة ويخلصها من الروم، وتحرّك الخليفة العباسيّ المُعتصم بالله بالفعل مستجيبًا لندائها وقاد الجيش وقام بمحاصرة عمورية، فاستطاع أن يدخل عمورية إلى سيطرته ويسحق الروم، وخلّص المرأة من ظلم حاكم عمورية البيزنطيّ وقتله بعد حصار دام 55 يوماً.

 قصة اصحاب الفيل للاطفال

وفي ختام مقالنا هذا، نكون قد أرجنا لكم مجموعة قصص واقعية حقيقية مؤثرة جدا تضمّ في ثناياها العديد من العبر والعظات التي يمكن الاستفادة منها في الحياة اليومية، فما مرّ يومًا على غيرنا من الظروف ربّما يلحق بنا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى