معرض الشارقة للكتاب يستعرض "أكبر إنجاز ثقافي في القرن"

كشف مختصون وخبراء ، السبت ، أن المعجم التاريخي للغة العربية هو أعظم إنجاز ثقافي في القرن.

جاء ذلك في جلسة حوارية أقامتها أكاديمية اللغة العربية بالشارقة ضمن فعاليات الدورة الأربعين لـ “معرض الشارقة الدولي للكتاب” تحت عنوان “خصائص المعجم التاريخي ومميزاته”.

وقد استضاف الجلسة الدكتور عبد الستار الشيخ كاتب ولغوي في القاموس التاريخي والدكتور إدريس عطية الأستاذ المشارك في الجامعة القاسمية بالشارقة.

  • إنجاز إماراتي .. “الشارقة للكتاب” أكبر معرض للكتاب في العالم

واعتبر الدكتور إدريس عطية أن المعجم التاريخي تحول حقيقي في حياة اللغة العربية وإعادة كتابتها ، لافتاً إلى أن هذا الإنجاز تأخر كثيراً ، وأن العرب تأخروا في تحقيقه لأسباب عدة ، وأبرزها أن العرب كانوا الأوائل في القواميس العامة ، لذلك غاب المعجم التاريخي المتخصص في ذلك الوقت.

وقال إن اللغة العربية لغة هائلة من حيث العمر وعدد المفردات ، وهذا عقبة كبيرة حالت دون استكمال هذا المشروع سابقاً ، إضافة إلى أن اللغة العربية نشأت في أحضان الصحراء. مما جعل اقتفاء مفرداتها ليس سهلا وكذلك غياب الإرادة المؤسسية والجماعية ، إضافة إلى جدار الهيبة والخوف من محاربة هذا المشروع العملاق الذي أعلنه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. استطعنا أن نحققه إنجازًا عظيمًا ورائعًا يخدم لغتنا بشكل جيد جدًا.

توقف د. إدريس عطية عن النهج الذي اعتمده المعجم في استكمال أجزائه ، قائلاً إن هناك ثلاث ركائز أساسية لمنهج المعجم التاريخي. الركن الأول اللغة والثاني الحضارة والثالث التاريخ. وتعتمد المنهجية إذن على مدونة غنية ومتنوعة لفسيفساء الثقافة والحضارة العربية وعلومها بالإضافة إلى علوم الطب الشرعي. عقلي وفلسفي حتى أصبح معجم إحياء من شأنه إحياء اللغة العربية.

وحول استفادة القارئ من هذا المعجم التاريخي قال د. الذي سيجد الأكاديمي والطالب والمفكر على حد سواء في المعجم التاريخي ما يبحثون عنه. وقال إن هذا ما أدى إلى أن تصبح اللغة العربية لغة مميزة وموثقة بفضل هذا القاموس.

وأكد عبد الستار آل الشيخ أن القاموس التاريخي يتناول المصطلحات والمفردات العلمية والأدبية والفنون والعلوم المختلفة ، وهذا من أبرز خصائصه. مرحلة التدقيق ومن ثم تقوم اللجنة العلمية بالمراجعة مرة أخرى حتى المراجعة النهائية ، والهدف من ذلك هو الوصول إلى أفضل النتائج.

وأضاف عبد الستار آل الشيخ: “لقد رفع المعجم التاريخي مكانة اللغة ورفى الأمة وعلماها وكرَّمها. وقد بُني هذا المعجم على أسس أساسية ، إذ غرق في عصور ما قبل التاريخ القديمة ، وليس قبل الإسلام فقط”. في النقوش والتشبيهات السامية التي كانت موجودة ، ثم انتقلت إلى عصر ما قبل التاريخ ، فقد بنى الإسلام المعجم التاريخي خطته وطريقته الخاصة ، وتبعه المحررون والخبراء والمراجعون وفق منهج حازم ، ثم انتقلوا إلى العصر الإسلامي بمختلف حقبه وصولاً إلى العصر الحديث الذي يبدأ في القرن الثامن عشر.

واختتم الدكتور عبد الستار آل الشيخ الجلسة بالتأكيد على أن العام المقبل سيشهد صدور المزيد من المجلدات ، مما يجعل القاموس التاريخي أكبر إنجاز ثقافي في هذا القرن ، والذي سيسهم في النهوض باللغة العربية على مختلف المستويات. .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى