حظر بيع وشراء العقارات بصنعاء.. كشف المستور في صراع أجنحة الحوثي

تصاعدت تدخلات جهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثي ، وأثرت على كل تفاصيل الحياة في مدن اليمن غير المحررة.

وتعتبر العقارات ، التي تدر عائدات سنوية ضخمة لميليشيا الحوثي ، من أهم القطاعات التي وضع الجهاز الأمني ​​للميليشيا يدها عليها ، خاصة بعد الصراع بين قيادات الصف الأول على هذا القطاع الثرى.

  • جرف الحوثي تاريخ اليمن .. نهب 47 منزلا أثريا في صنعاء القديمة

أصدرت مليشيا الحوثي ، مؤخرًا ، قرارًا جديدًا يمنع المواطنين من بيع الأراضي والعقارات في صنعاء قبل الإشارة إلى ما يسمى بـ “الأمن والاستخبارات” ، وهو جهاز أنشأه الحرس الثوري الإيراني 2019.

ووجه فرمان الحوثي من يسمون بـ “الأمناء الشرعيين” المكلفين بصياغة عقود بيع وشراء مع محاكم الحوثيين ، بمنع أي بيع وشراء للعقارات إلا بالرجوع إلى الأجهزة الأمنية ، بتوجيه من الميليشيات. في هذا القطاع الذي تدر أصوله ملايين الدولارات سنويًا.

ويرى ناشطون يمنيون أن إعطاء فرصة لجهاز المخابرات للسيطرة على العقارات يهدف إلى جمع البيانات وجرد المعلومات وتحديد ممتلكات الدولة وممتلكاتها للسيطرة عليها ، بعد أن كان هذا القطاع تديره عائلات تعتبرها جماعة الحوثي منافستها ، بدلا من السيطرة على جميع المعاملات في مناطق سيطرة الميليشيات.

أجنحة القتال

يعلق المراقبون على قرار الحوثي بأنه يعكس حالة الصراع المتنامي بين أجنحة الميليشيات ، حيث يهدف القرار بالدرجة الأولى إلى الحد من نفوذ القائد البارز محمد علي الحوثي ، الذي يدير ما يسميه الثوار بـ “نظام العدالة” الذي كان بنيت في نهاية العام الماضي.

وحقق الزعيم الحوثي عائدات مالية ضخمة ، إلى جانب سيطرته على أراضٍ ذات قيمة مالية عالية بعد سيطرته على القضاء.

  • جروندبرغ يشيد بجهود الإمارات لإحلال السلام في اليمن
  • الخارجية اللبنانية تتنصل من تصريحات القرضاحي بخصوص اليمن

تشير التقديرات المالية إلى أن الزعيم الإرهابي محمد علي الحوثي حقق إيرادات سنوية بملايين الدولارات العام الماضي ، من خلال رسوم البيع والشراء ، وفرض الغرامات وغيرها من طرق التحصيل غير القانونية.

وأثارت هذه الإيرادات مخاوف قادة الميليشيات التابعة لقائد المليشيا الإرهابية عبد الملك الحوثي ، من أن يكون المال وسيلة لدفع نجل ابن عمه المؤثر محمد علي الحوثي للتنافس على قيادة الميليشيات ، خاصة وأن نفوذه بدأ يتعاظم.

وكانت مليشيا الحوثي قد أنشأت عدة كيانات للسيطرة على العقارات ، من بينها الحرس القضائي الذي استولى على الأصول والممتلكات السكنية لخصوم الجماعة الإرهابية.

كما سعت ميليشيات الحوثي إلى فرض رسوم إيرادات تقدر بخمس سعر كل صفقة بيع وشراء ، ما مكنها من جني مليارات الريالات اليمنية خلال العام الماضي.

وتشير التقديرات الاقتصادية إلى أن عائدات مليشيا الحوثي من سوق العقارات بلغت نحو 30 مليار ريال خلال عام 2020 ، وخصصها الانقلابيون لتمويل حروبهم المدمرة ضد اليمنيين.

تغيير ديموغرافي

وخلافًا للعائدات المالية ، يرى سكان صنعاء ، في تعليقهم على حظر الميليشيات بيع وشراء العقارات ، أنها خطوة تندرج ضمن خطة الحوثيين لعدم تفويت أي فرصة لتحصيل الأموال بشكل غير قانوني.

كما تحاول بسط سيطرتها أكثر على القطاع العقاري من أجل تحويل آلاف الهكتارات إلى أحياء سكنية تستهدف التغيير الديموغرافي للعاصمة صنعاء وريفها.

ورغم سيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء منذ انقلابها نهاية 2014 ، إلا أنها لا تثق في ولاء السكان ، وبالتالي فهي تحاول استبدال عناصرها الذين تخرجوا من دوراتها الطائفية في تلك المناطق.

يقول ناصر القباطي ، إن تحرك الحوثيين يرقى إلى مستوى تحسين الأحياء السكنية من خلال تكثيف تنشئة أفرادها في مهمات المراقبة والاطلاع على كل تفاصيل الحياة اليومية للسكان.

والهدف ، بحسب القباطي ، هو تكثيف عمليات المكافحة وإجهاض أي عمليات أو دعوات تعارض السلالة ، أو تدعو إلى الخروج عنها ، سواء في مكاتب المجالس أو التجمعات التي يقيمها الأهالي أثناء المناسبات الاجتماعية.

وتشعر مليشيا الحوثي بالقلق من صعوبة الوضع المعيشي والاقتصادي لسكان العاصمة المخطوفة وباقي المدن والمحافظات ، وهو ما قد يكون مؤشرا على بدء انتفاضة شعبية واسعة يصعب السيطرة عليها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى