سعدة مجاهد.. الكفيفة التي تعلم الأصحاء فنون اللياقة البدنية

لم تمنعها الإعاقة من تحقيق أحلامها ، وبتصميم وإرادة قوية ، أصبح ما اعتبره الناس مستحيلاً حقيقة.

بفضل مثابرتها وإصرارها على مواجهة المجتمع والتغلب على الصعوبات والعقبات ، استطاعت المصرية سعادة مجاهد أن تفرض اسمها على مجال اللياقة البدنية في مصر ، رغم أنها ولدت كفيفة.

استطاعت سعادة مجاهد البالغة من العمر 25 عامًا ، من مواليد المحمودية بمحافظة البحيرة غرب مصر ، التغلب على التنمر ، واستمدت منه دافعًا قويًا شجعها على المضي قدمًا.

بروح مفعمة بالأمل والتفاؤل ، أخبرت طالبة في السنة الثالثة بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة دمنهور ، العين الإخبارية قصتها التي بدأت بالتشديد على ثقتها بنفسها وتربيتها. هذا منذ طفولتها لم أشعر بالفرق بينها وبين الشخص الطبيعي ، لذلك فكرت في بدء التدريبات الرياضية في عام 2020 ، وواصلت شغفي بتدريب القوة ، على الرغم من صعوبة الانضمام إلى صالة الألعاب الرياضية للمكفوفين في مجال اللياقة البدنية.

مع الايام تدربت “صعدة” في مجال اللياقة البدنية الذي احبته منذ اللحظة الاولى واستطاعت دخول مجال اللياقة البدنية لكن الثقة بالنفس كانت دائما حاجزا في وجهها في مواجهة كل الصعوبات. وإصرارها على مواصلة المطاردة رغم الظروف الصعبة.

بروح التحدي والعزم شاركت “صعدة” في بطولات الجمهورية لرفع الأثقال في محافظتي الفيوم وبورسعيد ، وانضمت إلى المنتخب المصري لرفع الأثقال ، لكنها اعتزلت اللعب ، لتتحول إلى التدريبات.

كسرت “صعدة” كل حواجز الحياة لتصبح نموذجًا مشرفًا لأصحاب الهمم ، وانضمت إلى الأكاديمية الدولية لعلوم الرياضة والتكنولوجيا ، ومقرها النمسا ، والتي تلقي محاضراتها داخل مصر ، ودرس برنامج المدرب الشخصي “CPT” ، برنامج يتوافق مع معايير السجل الأوروبي لمحترفي التمرين “EREPS” والمعتمد دوليًا من خلاله ، وتم اعتماده في السجل المهني ، وتم منحه شهادة مدرب شخصي ، ليصبح ، وأول كفيف في مصر للحصول على مثل هذه الشهادة في هذا المجال.

تأمل سعادة أن تبدأ مشروعها التدريبي الشخصي من مسافة بعيدة ، كما تسعى إلى إنشاء “استوديو لياقة” خاص بها ، والذي يأخذ في الاعتبار التعديلات المطلوبة ليكون المكان الأكثر أمانًا والأنسب لزملائها من ذوي الاحتياجات الخاصة لممارسة الرياضة.

صعدة وجهت رسالة لأصحاب الهمم تحفزهم على تحمل المسؤوليات ، وتنصحهم بتجاوز كل الصعوبات ، والبحث عن إمكاناتهم وقدراتهم غير المكتشفة والعمل على تنميتها ، وعدم الانصياع للحديث الذاتي عن الإعاقة والضعف واليأس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى