الصحة العالمية : سعداء بنجاح غزة في مجابهة جائحة كورونا .. ولكن نتخوف من وقوع هفوات

تحدثت منظمة الصحة العالمية عن تطورات الوضع بشأن جائحة كورونا في قطاع غزة ومدى قلقها وتخوفها من انتشار الفيروس , رغم عدم اكتشاف أي حالة ايجابية داخل القطاع , مشيرة الى أن تحذيرها بأن انتشار الفيروس بالقطاع مسألة وقت , لا يزال موجود .

وقال مدير مكتب المنظمة بغزة , عبد الناصر صبح ” بداية لا زال الوضع في قطاع غزة كما هو من حيث عدم اكتشاف اي حالة ايجابية داخل المجتمع في غزة , الا أن الحالات المكتشفة داخل الحجر الصحي في الأونة الاخيرة كان عددها أكبر من المعدل العام منذ بداية الجائحة “.

وأكد أن عدم وجود حالات ايجابية في غزة , شيء مطمئن وايجابي ونسعد به كما اننا سعداء بأن نرى وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الداخلية والتنمية الاجتماعية يقومون على خدمة مراكز الحجر الصحي , حيث تتم اجراءات الوقاية هناك الخاصة بمراكز الحجر بصرامة ونحن نقدرها ونقدر الجهود الصارمة التي يقومون بها “.

واستدرك صبح: “لكننا لا ننفي بأنه ليس هناك أي حجر صحي بنسبة 100% في العالم، لافتاً إلى أنه لا بد أن يكون هناك بعض المشاكل والهفوات والاختراقات وما إلى ذلك، و”هذا عنصر الخطر الذي يخيفنا في منظمة الصحة العالمية”.

وأضاف مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بغزة: أنه إذا ما انتشر الفيروس داخل القطاع، نظراً للوضع السكاني المكتظ جداً “نتصور أن تكون سرعة انتشار الفيروس أكبر من معدلها في الدول المجاورة”.

وتابع: ومن هذا المنطلق قامت المنظمة بالكثير من المجهودات لإيصال رسالتها بداية من المواطن والمجتمع، ليتخذوا إجراءات وقائية على محمل الجد، حتى نتجنب انتشار الفيروس بصورة كبيرة.

وحذر صبح من أنه إذا ما ظهر الفيروس داخل القطاع، وداخل المجتمع، فلن يعطي إشارات أو تحذيراً، بل سينتشر، وسنكتشف الحالات بالمئات حال انتشاره”.

وأضاف: “إذا كانت لدينا دراية ومعرفة بالإجراءات الوقائية ونمارسها عملياً كل يوم فإن عملية انتشاره لن تكون بزيادة كبيرة وسنستطيع السيطرة عليه، خاصة وأن المنظومة الصحية في قطاع غزة لا تزال لا تستطيع أن تتعامل مع أكثر من 500 حالة، في حال ظهور الفيروس.

وأشار إلى أن هناك استعدادات وتجهيزات تقوم بها “الصحة العالمية” ومؤسسات أخرى لدعم الوزارة لإعدادها للجهوزية، “لكن معظم المشتريات والمواد لن تصل إلى القطاع قبل نهاية آب/أغسطس المقبل”.

وشدد صبح على “أننا مرة أخرى نشتري عامل الوقت بأن تكون إجراءاتنا الوقائية صارمة من قبل المواطنين، حتى تستطيع المنظومة الصحية التعامل مع العدد المحدود للحالات إذا ما ظهرت.

وفيما يتعلق بتوفر الفحوصات التي تكشف ما إذا كان هناك حالات إيجابية أو لا، قال صبح: نبشر بأن الفحوصات متوفرة في قطاع غزة، والأجهزة التي تقوم بعمل الفحوصات متوفرة.

وأكد مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بغزة، أنه منذ اللحظات الأولى بذلت المنظمة كل جهد ممكن لتأمين وتوفير هذه الفحوصات بالكمية الكافية داخل القطاع حتى في مراحل اضطررنا لشراء الفحص من دول مجاورة لعدم توفره.

وأضاف: الآن الفحوصات متوفرة، ونستطيع عمل فحوصات لأكثر من 5000 لـ 6000 حالة إذا ما ظهر الفيروس داخل قطاع غزة، ونستطيع أيضاً تزويد القطاع بهذه الفحوصات إذا ما دعت الحاجة لذلك.

وفيما يتعلق باستمرار التحذيرات بأن انتشار الفيروس في القطاع مسألة وقت، قال صبح: “قبل شهرين حذرنا بأن ظهور فيروس (كورونا) داخل المجتمع مسألة وقت، ولا زلنا نكرر بأننا لسنا بمعزل أو مختلفين عن باقي دول العالم.

وتابع: “سيظهر الفيروس بالقطاع في مرحلة ما، خاصة مع قدوم وفود وفئات جديدة مع بداية الشهر المقبل، وكما أسلفت لا يمكن حجر القطاع كله إلى ما لا نهاية”.

وشدد على أنه سيكون هناك فترة من الاسترخاء في ذلك، لأن العصب الاقتصادي سيتضرر، وبذلك سنلجأ إلى التخفيف، و”من هنا نرى مسألة ظهور الفيروس مسألة وقت”.

وأعرب صبح عن أمله بأن يظهر الفيروس في فترة يكون فيها قد تم اكتشاف اللقاح المناسب للفيروس، أو أن تكون استعداداتنا في قطاع غزة قوية بمنظومة صحية قوية، ونراهن على المسألتين في أحسن سيناريوهاتنا”.

وفي سؤال حول التنسيق مع الوزارات المختلفة بشأن الإجراءات التخفيفية، قال مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بغزة: إن “ما حدث مؤخراً من استرخاء اجتماعي والذي نلاحظه داخل القطاع، بعدم لبس الكمامات وفتح الصالات والمقاهي وعودة المقاهي وكأن شيئا لم يكن، علينا تحفظ عليه وليس على الاسترخاء بحد ذاته”.

وشدد صبح على أننا “لدينا تحفظ على عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية التي دعت وزارة الصحة إليها حال الاسترخاء، مثل لبس الكمامات في المناطق المزدحمة، والتباعد البدني في الأماكن التي ينتشر فيها الناس، بالإضافة إلى غسل الأيدي ووجود المطهرات في الأماكن التي يرتادها الناس”.

وتابع: كل ذلك لم نعد نلاحظها وهذا يشكل عنصر خوف وقلق من المنظمة، لأن هذا لن يساعد حال انتشار الفيروس، من الحد من الأعداد الكبيرة التي نأمل أن نحاصرها إذا ما التزمنا بالإجراءات الوقائية التي تقلل من فرص انتشار الفيروس”.

ووجه صبح رسالة إلى الجمهور والمؤسسات الحكومية أيضاً، بأن على الأخيرة التركيز على التزام الجميع بالإجراءات الوقائية، وأن تكون صارمة في عملية الالتزام.

وشدد على أن على المواطن أن يعي بأن الالتزام بمصلحة جميع السكان، ومن يعزون عليهم من كبار السن ومن الفئات الأكثر هشاشة، وبالتالي “لكي نحمي أسرنا ووطننا وأبناءنا وشيوخنا يجب أن نلتزم بالإجراءات الوقائية”.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى