متى يحلق المضحي غير الحاج

متى يحلق المضحي غير الحاج فالمضحي يمتنع عن حلق شعره، وتقليم أظافره، مع دخول شهر ذي الحجة، لذلك يهتم موقع كريستينا في الحديث عن متى يحلق المضحي غير الحاج، وعن الحكمة من منع المضحي من حلق شعره وأظافره، وعن حكم حلق الشعر للمضحي، وعن الشروط الواجب توافرها في المضحي، بالإضافة أحكام مختلفة تتعلق بالمضحي على شكل أسئلة وأجوبة.

متى يحلق المضحي غير الحاج

يحلق المضحي غير الحاج، بعد أن يفرغ من ذبح أضحيته مباشرةً، حيث يسن لمن يريد التضحية ولمن يعلم أن غيره يضحي عنه ألا يزيل شيئًا من شعر رأسه أو بدنه بحلق أو قص أو غيرهما، ولا شيئًا من أظفاره بتقليم أو غيره، ولا شيئًا من بشرته، وذلك من ليلة اليوم الأول من ذي الحجة إلى الفراغ من ذبح الأضحية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ”،[1] قال الإمام النووي في المجموع: “ومن دخلت عليه عشر ذي الحجة، وأراد أن يضحى فالمستحب أن لا يحلق شعره، ولا يقلم أظفاره حتى يضحي”، فعلى من أراد أن يضحي أن لا يأخذ شيئًا من شعره سواء كان شعر الرأس أو شعر الإبط أو العانة، ولا من أظفاره سواء كان ظفر يد أو رجل، حتى يذبح أضحيته، وذلك احترامًا للأضحية وتشبهًا بالمحرم، فكما أن المحرم لا يأخذ شيئًا من الشعور أو الأظفار، فكذلك غير المحرم له نصيب من شعائر النسك، فأمره ألا يأخذ شيئًا من شعره وأظفاره.[2]

 هل الاضحية واجبة على المقتدر وحكمها لغير المقتدر

حكم حلق الشعر للمضحي

بعد أن تعرفنا على متى يحلق المضحي غير الحاج، سنتعرف على حكم حلق الشعر للمضحي، فقد تعددت آراء الفقهاء في حكم حلق الشعر لمن أراد الأضحية، ويمكن إجمال أقوال العلماء على النحو الآتي:[3]

الرأي الأول

ذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب الإمساك عن أخذ شيء من شعر من أراد الأضحية في العشر الأولى من شهر ذي الحجة حتى يضحي، وهذا مذهب المالكية، والشافعية، وهو قول للحنابلة، ونقل الإمام السيوطي عن جمهور أهل العلم أن النهي الوارد في الحديث إنما هو نهي تنزيه، لا نهي تحريم، والحكمة التشريعية من هذا الفعل المأخوذ على وجه الاستحباب أن تبقى كامل أجزاء المضحي عرضة للعتق من النار، وقيل في الحكمة منه استحباب تشبه المضحي بحال المحرمين في الحج، فلو قص المضحي شعره أو حلقه قبل أن يضحي فلا حرج عليه وتصح أضحيته، وينالها القبول بإذن الله تعالى.

الرأي الثاني

ترى طائفة من أهل العلم، أن من أراد أن يضحي فلا يجوز له أن يأخذ من شعره شيئًا، لا من شعر رأسه، ولا من إبطه، ولا من عانته، ولا من شاربه، حتى يضحي، وهذا مذهب الحنابلة، ووجه للشافعية، واختاره ابن حزم، وابن القيم، وابن باز، وابن عثيمين، فإذا دخل شهر ذي الحجة، وهل هلاله حرم على المضحي، رجلًا أو امرأة أخذ شيء من الشعر من سائر البدن، أما إن كان المضحي قد وكل أحدهم بالذبح، وأخذ الوكيل من شعره فلا حرج عليه، لأنه ليس مضح، ويجري الحكم بمنع الأخذ من الشعر على من وكله، وهو المضحي الحقيقي، وذهب الشيخ ابن عثيمين، إلى عدم الحرج بقص الشعر لمن احتاج إلى أخذ شيء منه، كأن يكون أصابه جرح، فاحتاج إلى قص الشعر عن موضع الإصابة.

 حكم الإمساك عن الشعر والأظافر في عشر ذي الحجة للمضحي

الحكمة من منع المضحي من قص شعره وأظافره

عند الحديث عن متى يحلق المضحي غير الحاج، لا بد من معرفة الحكمة من منع المضحي من قص شعره وأظافره، لم يرد في السنة الصحيحة ذكر للحكمة من النهي عن قص الأظفار والشعر للمضحي. وقد حاول بعض الفقهاء التماس الحكمة، فمنهم من قال نهي المضحي عن ذلك تشبيهًا بالمحرم بالحج فكما شارك المحرم في ذبح القربان ناسب أن يشاركه في شيء من خصائص الإحرام، وقال بعضهم الحكمة توفير الشعر والظفر ليأخذه مع الأضحية، فيكون ذلك من تمام الأضحية عند الله، وقيل لتشمل المغفرة والعتق من النار جميع أجزائه، وأصل الحكمة التعبد لله بالإمساك وتعظيم الله وإظهار التذلل له والله أعلم، ولا يشرع للمضحي أن يمسك عن شيء آخر غير ظفره وشعره وجلده، ولا ينهى عن الطيب أو مباشرة النساء أو غيره؛ لأنه لم يرد، وما شاع من تحريم النساء وغيره على المضحي قياسًا على المحرم بالحج قول محدث ليس له أصل في الشرع ولا علاقة في الأحكام بين المضحي والمحرم بالحج.[2]

 هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية ؟ وحكم الاشتراك في الاضحية

الشروط الواجب توافرها في المضحي

هناك شروط يجب أن تتوفر في الشخص الذي يريد أن يضحي، وهذه الشروط هي:[4]

  • أن يكون المضحي مسلماً: فلا بد أن يكون المضحي من المسلمين، فلا تقبل التضحية من كافر أو غير مسلم، وذلك لأنه لا ينال الثواب والأجر لأضحية العيد، كما أنه ليس مكلفاً بفعل هذا الأمر.
  • أن يكون مقيماً في بلده: من الشروط الفقهية التي دلل عليها العلماء بوجوبها في المضحي، هي أن يكون المضحي مقيماً في بلده، أو في بلد غريب لكنها إقامة طويلة كالهجرة مثلًا، وذلك لأن شرط الإقامة يجعل المضحي متفاعلاً مع مجتمعه، ويقوم بالتوسعة على فقراء المسلمين في المجتمع المحيط به.
  • أن يكون المسلم بالغًا وعاقلًا: وهي من شروط الأهلية الهامة في المسلم المضحي هو أن يكون واعيًا عاقلًا غير مصاب بعدم الوعي أو مجنونًا أو ذاهب عقله، كما يجب عليه أن يكون بالغًا، حتى يكون مكلفًا بالتكاليف الشرعية، وهذا يعني أنه لا يجوز للأطفال غير البالغين التضحية بأضحية العيد.
  • أن يكون قادرًا: من الأمور الهامة على المسلم المضحي أن يكون قادرًا من الناحية المادية، وذلك لأن هذه الأضحية تعتبر من التكاليف المادية التي لا يقدر عليها إلا المسلم القادر من هذه الناحية، لذلك أهتم الشرع الحنيف بعدم التكلفة على الفقراء من المسلمين وجوب هذا التكليف ولا حرج عليهم بسبب عدم القدرة.

أحكام الأضحية باختصار

مجموعة من الأحكام الشرعية  حول الضحية والمضحي والمضحى  عنه بشكل مختصر على صيغة  سؤال جواب، نرفقها كالآتي:

  • هل يجوز أن يضحي المسلم عن غيره من الأحياء بغير إذنه؟
    لا يجوز أن يضحي الشخص عن غيره بغير إذنه إلا إذا ضحى عن أهل بيته، أو الولي من ماله عن المولى عليه، أو الإمام من بيت المال عن المسلمين.
  • هل يجوز التضحية عن الميت؟
    يجوز التضحية عن الميت بإذنه، وذلك بأن يكون قد أوصى بها قبل موته، أو شرطها في وقفه الذي أوقفه، وأجاز الحنابلة التضحية عن الميت ولو بغير إذنه.
  • هل يسن الأكل من الأضحية وما حدود ذلك؟
    يسن للمضحي أن يأكل من أضحيته، ويسن الأكل من كبدها، ويسن له أن لا يأكل فوق ثلثها.
  • هل يصح بيع شيء من الأضحية أو استبداله؟
    لا يصح للمضحي بيع شيء من الأضحية ويحرم ذلك، سواءً كانت الأضحية منذورةً أو متطوعاً بها، وكذلك لا يجوز الاستبدال ولا يصح.
  • ذهب ليدبغ جلد أضحيته، فقال له الدباغ خذ جلدا بدله مع دفع أجرة، فهل يصح ذلك؟
    استبدال جلد الأضحية غير المدبوغ بآخر مدبوغ صورة من صور البيع فلا يصح ذلك.
  • هل يصح إعطاء الجزار من الأضحية؟
    إن كان ما يُعطى للجزار من باب الهدية أو الصدقة جاز ذلك، وأما إن كان جزءاً من الأجرة فلا يجوز.
  • هل يصح للمضحي أن يأخذ جلد الأضحية لنفسه؟
    يجوز للمضحي أن ينتفع بجلد أضحيته ما لم تكن منذورة، ويجوز له أن يهديه ولا يجوز بيعه.
  • ما المقدار الذي يجوز للمضحي أن يأخذه لبيته؟
    يسن للمضحي أن لا يأخذ أكثر من الثلث، ولكن أقل ما يجب التصدق به مقدار ما يتمول به الفقير ويقدر بنصف رطل.
  • ماذا يجب على من أكل كل أضحيته ولم يتصدق بشيء منها؟
    من أكل كل الأضحية، أو أهداها ولم يتصدق منها يجب عليه أن يتصدق بمقدار أقل الواجب، وهو ما يقع عليه اسم الصدقة.
  • هل يجوز توكيل الغير بذبح أٍضحية في غير بلد المضحي؟
    يجوز توكيل الغير بذبح الأضحية في غير بلد المضحي.

 هل يجوز ذبح الأضحية في بلد اخر

أحكام المضحي والمضحى عنه

قبل أن نختم الحديث عن متى يحلق المضحي غير الحاج، سنذكر مجموعة من أهم الأحكام  التي تتعلق بالمضحي، نقدمها على شكل سؤال وجواب:[5]

  • مَن المخاطب بالأضحية؟
    المخاطب بالأضحية المسلم البالغ العاقل المستطيع.
  • هل للحاج أن يضحي، وهل ما يذبحه الحاج للتمتع بالعمرة يعتبر أضحية؟
    يجوز للحاج أن يضحي سواء في منى أو مكة أو في بلده، ولا يعتبر ما ذبحه الحاج من دم لتمتعه بالعمرة أضحيةً.
  • هل يشترط أن يذبح المضحي أضحيته بنفسه؟
    يستحب للمضحي أن يذبح أضحيته بنفسه إن كان يحسن ذلك، ولا يشترط ذلك.
  • هل يشترط أن يشهد المضحي ذبح أضحيته؟
    يستحب للمضحي أن يشهد ذبح أضحيته، ولا يشترط ذلك.
  • نذر أن يضحي بشاة فهل له أن يأكل منها؟
    لا يجوز لمن نذر أن يضحي أن يأكل من أضحيته، ولا أن يطعم منها أهل بيته الذين تلزمه نفقتهم.
  • نذر أن يضحي بشاة معينة، فخرج الوقت ولم يفعل فماذا يلزمه؟
    من نذر أن يضحي بشاة معينة، وخرج الوقت قبل أن يفعل لزمه ذبحها قضاءً.
  • طلب من جزار أن يذبح خمس أضاح لخمسة أشخاص، فذبحها دون تعيين فماذا يفعل أصحابها؟
    يأخذ كل واحد منهم ذبيحةً منها، ويتسامحون فيما بينهم، وأضحياتهم صحيحةٌ لحصول إراقة الدم.
  • هل يجوز لمجموعةٍ أن يشتركوا في أضحيةٍ من البقر علما بأن نواياهم مختلفة فأحدهم يريد عقيقةً والآخر أضحيةً والآخر لحماً؟
  • يجوز الاشتراك في أضحيةٍ من الإبل أو بالبقر، ولو اختلفت نية المشتركين كأن أراد بعضهم الأضحية والآخر العقيقة.
  • هل يجوز لأهل بيت أن يشتركوا في شراء شاة ليضحوا بها؟
    الشاة لا يصح الاشتراك فيها، ولكن يجوز لأهل البيت أن يجمعوا ثمنها ويهبوه لأحدهم ليضحي، ويكون لهم أجر الصدقة، وهو يشركهم في الثواب.
  • هل يجوز إشراك الغير في ثواب الأضحية؟
    لو ضحى المسلم عن نفسه، وأشرك غيره في ثوابها لم يضر.

 الأضحية في عيد الأضحى ، حكمها شروطها ووقتها

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن متى يحلق المضحي غير الحاج، وعن الحكمة من منع المضحي من حلق شعره وأظافره، وعن حكم حلق الشعر للمضحي، وعن الشروط الواجب توافرها في المضحي، بالإضافة إلى أحكام مختلفة تتعلق بالمضحي على شكل أسئلة وأجوبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى