سر الرسالة الغامضة من طه حسين لوزير الأوقاف 

توصية من شخصية مهمة توفر عليك الكثير من الجهد والوقت وتتغلب على كل عقبة قد تواجهها أثناء تحقيقك لبعض اهتماماتك في مختلف الهيئات والمؤسسات ، وانتشرت الواسطة على نطاق واسع في الوقت الحاضر ، لكن هل تخيلت الواسطة في ماضي؟ هل حاولت أن تكون عميد الأدب العربي طه حسين؟

بدأت القصة عندما جاء الطالبان للدكتور طه حسين وطلبوا منه مساعدتهما والتوسط مع الدكتور أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف حينها لسد احتياجاتهما من الوزارة. كتب عميد الأدب العربي رسالة قصيرة إلى الباقوري. لرعايتهم.

وجاء في كلمة د. طه حسين:

“كم عدد الأشخاص الذين يحتاجون إليك ، لأن عدد الأشخاص من حولك أكبر مما تستطيع موارد الوزارة التعامل معه ، ولكن مسألة هذين الطالبين ، اللذين لا أعرفهما ، بحاجة إلى رعايتك بشكل واضح .. شكرًا لطفك هم جديرون به ولست بحاجة لتذكيرك بكلمات الشاعر العجوز (خير جواب الأطفال أنهم أرسلوني إليك وانتظروا) .. أنت خير من يستمع. و أحسن إجابة و لكم أخلص التحيات و أصدق المودة و اللقاء قريبا بإذن الله. ».

اقرأ أيضا | غادر مصر .. سر توقف طه حسين عن التدريس في الجامعة

ورد الباقوري للدكتور طه حسين: سيدي الأستاذ العميد عفوكم الله. لم تبتعدوا عني طلابكم الذين يريدون وزارة الأوقاف وما يريده المحتاجون من طلبة جامعات وغير جامعات ، ولم تأخذوني بحسّكم الذكي ، الحساس ، وتنبيهكم وشعورك النبيل ، لذلك أنت تشفق على كثرة عددهم وازدحامهم ، فهي تشفق على موارد الوزارة لتضييقها “.

“في الحقيقة ، هم كثيرون ، وموارد الوزارة أقل من كافية لاستيعاب القليل منهم ، لكن لا بأس بهم ، لأنه إذا لم يكن المال مناسبًا لهم ، فستكون لهم كلمة طيبة ، والاجتماع في الذي يصبح المواطن ودودًا مع مواطنه ، والأب مع أبنائه ، وأن تذكر الحديث الشريف .. (لن تبحث عن الناس بمالك). فابحث عنهم بأخلاقك) أنا من ذلك إلى أحد الأمرين الجيدين ، فأنا لا أنكر بهذه الرسالة النبيلة ، مثل تلك التي جلبها لي هذان الطالبان ، نفحة من الأدب العالي الذي تعيش عليه النفوس المتعبة ، وعقولهم المنكوبة تائه “.

“ومن يدري .. لعل طلابك لن يتركوا من كثرتهم إذا لم تسد فقرهم ، وتريحهم عنهم ، وتريحهم عنهم” ، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار في 19 ديسمبر 1954. .

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى